نَزَّلَ وَ أَنْزَلَ

نزّل وأنزل
*
*

 

Evidence_of_the_divinity_of_God_Almighty (2)
نزّل تنزيلا …
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا الإنسان (23)
تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ السجدة (22)

أنزل مُنزَلا وليس إنزالا ..فلفظ ( انزال ) لم يرد في القرأن الكريم ..
لايوجد فرق بين الفعلين من حيث المعنى .. وانّما يختلف استخدامهما في الجملة حسب مراد الله تعالى في لفت نظر السامع أو القارئ اليه ..

نَزَّل…
******
يكون توجيه النظر الى المُنَزِّل الفاعل أو على مَن نُزِّل أو مِمَّن نُزِّل أو إلى الوقت الذي نُزِّل فيه .. أو الكيفية أو الحالة وما إلى ذلك .. ففي لغة القرآن الكريم نسأل : من نزّل ؟ .. ولا نسأل : من أنزل ؟
ونسأل : على مَن نُزّل ؟ ولا نسأل : على مَن أُنزِل ؟ ونسأل : متى نُزِل ؟ ولا نسأل متى أُنزِل ؟
أنزل ..
******
يكون التّركيز على الشيء الّذي أُنزِل حصرا ..
ففي القرآن الكريم نسأل : ماذا أنزل ..ولا نسأل : ماذا نَزَّل ؟

قال الله تعالى :

*
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ العنكبوت (63)

مَّن نَّزَّلَ ؟ فكانت الاجابة : الله .. ولم تأتِ بصيغة ( من انزل ) ..

*

وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الأنعام (37)

نُزّل عليه آية من ربه … التركيز على ( من ربه ) و ليس على ( آية ) .. لان الاجابة كانت : ان الله قادر على ان يُنزّل آية .. فالله تعالى هو من ينزل الآيات ..

*
وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ يونس (200)

أنزل عليه آية من ربه … التركيز هنا على الآية حصرا ..لان الفعل نزل ورد بصيغة ( أنزل ) و ليس ( نزّل ) ..

*

وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ الأنعام (7) .. في قرطاس

لم يكن التركيز على الكتاب حصرا .. بل على كونه ( في قرطاس ) اي حالة الكتاب ..

*

وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ الزخرف (31)

عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ … نُزّل على رجل من القريتين عظيم ..على من نزّل ؟
وكذلك :
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ الشعراء (2211)

*

قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ النحل (102)

من نزلّه ؟ روح القدس ..

*

أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا الإسراء (93)

حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ..حتّى تنزّل انت علينا يا محمد كتابا نقرؤه .. فكانت الاجابة : هل انا الا بشر رسول ولا يمكنني ان انزل كتابا …

*
إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ الأعراف (1966)

اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ .. التركيز على ان الله تعالى هو الذي نزّل الكتاب أكثر من التركيز على ماذا انزل ؟ فهو وليّه وهو يتولّى الصالحين

*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ المائدة (101)

حبن ينزّل القرآن … لفت الانتباه الى الوقت .. فجاءت بصيغة ( ينزّل )

*
قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا الإسراء (955)

قالوا أبعث الله بشرا رسولا ..اي انهم يطلبون ملكا رسولا ..فاجابهم الله تعالى لو كان في الارض ملائكة لنزّلنا عليهم ملكا رسولا ..اي عليهم هم فقط .. اي استخدام صيغة التنزيل فيكون التّركيز على المنزّل عليه أكثر من التركيز على الذي أنزل .. وهو الملك .

*
وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ النحل (244)

ماذا أنزل ؟ أساطير الاولين .. ولا يمكن ان تأتي : ماذا نزّل ربكم ؟

*

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ القدر (1)

انزلناه … ماذا انزلنا ؟ لفت الانتياه و تسليط الضوء واعطاء الاهمية العظيمة للذي انزل كونه انزل في ليلة القدر وهي ليلة عظيمة ومباركة ..
*

لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ الحشر (21)
لفت الانتباه الى عظمة هذا القرآن و اهميته ومنزلته ..
لو قال ( لو نزّلنا هذا القرآن على جبل ) لكان لفت الانتباه الى الجبل .

*
مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ البقرة (105)

ما يود الذين كفروا ان ينزل عليكم انتم حصرا من خير من ربكم .. فكانت اجابة الله تعالى : والله يختص برحوانزلنا عليكم المن مته من يشاء اي انه اختاركم انتم لينزّل عليكم الخير ( على من نزّل ؟)

*
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ البقرة (57)
*
وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ الأعراف (160)
*
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ طه (80)

انزلنا و نزّلنا المن و السلوى .. وهذا يثبت انه لا فرق في المعنى بين الفعلين ( نزّل ) و ( أنزل )

فقد وردت مرتين بصيغة ( أنزلنا ) لان التركيز على المن و السلوى حصرا ..بدليل انه جاء بعدها : كلوا من طيبات ما رزقناكم ..
أمّا عندما جاءت بصيغة ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ) كان التركيز و تسليط الضوء على : عليكم انتم يا بني اسرائيل ..ولم يأتِ بعدها ذكر للأكل أو ما شابه ..

*

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا النساء (174)
ماذا انزلنا ؟ .. نورا مبينا .

*

ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ التوبة (26)

أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
وَأَنزَلَ جُنُودًا
لفت النظر الى ماذا انزل الله تعالى ..السكينة و الجنود
*
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ الحج (63)
اهمية و قيمة هذا الماء الذي جعل الأرض مخضرّة

*
وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ الأنعام (88)

لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ … ما الذي انزل ؟ ملك ..

*
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)

قال الحواريون هل يستطيع ربك ان ينزّل علينا مائدة من السماء ؟ التركيز ليس على المائدة حصرا بل على المُنَزّل وهو الله تعالى فيتساءل الحواريون عن استطاعة الله تعالى بتنزيل مائدة بدليل انهم قالوا : ربك .. و ليس ربنا ..فقال لهم عيسى عليه السلام : اتقوا الله .. و طلب من رب العالمين : اللهم ربنا انزل علينا مائدة تكون لنا عيدا لاولنا و آخرنا . فكان تركيزه على المائدة حصرا لانه يعلم ان الله تعالى قادر على التنزيل ..فجاء طلب عيسى عليه السلام ان تكون المائدة لجميع القوم ومنها ايضا يتأكّد الحواريون من قدرة الله تعالى على التنزيل .. ولكن جاء الردّ الربّاني : إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ .. بصيغة التنزيل اي انه منزّلها عليهم حصرا على عيسى و الحواريين و ليس على كلّ القوم ..فان يكفروا بعدها فيعذبّهم عذابا لا يعذبّه أحدا من العالمين ..

ما الفرق بين الآيتين التاليتين ؟
*
قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ يس (15)
*
قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ الملك (99)

في سورة ( يس ) وما أنزل الرحمن من شيء ..ينفون ان هناك شيئا انزل حصرا لانها جاءت بصيغة ( انزل ) اي انهم ينفون ان هؤلاء الرسل قد جاءهم في ذلك الوقت وحي من ربهم اي انهم يكذّبون أولئك الرسل …
امّا في سورة ( الملك ) ينفون ان يكون الله تعالى قد نزّل شيئا في يوم ما أي انّهم لا يعترفون ولا يؤمنون انّ الله يمكن ان يكون قد انزل شيئا على أي رسول عبر الزّمن ..

*
*
وفاء برهان

نُشِرت في Uncategorized | الوسوم: , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق

الضّرب
*
*

 

 

images (22)

الضّرب هو أن تجمع بين شيئين ( يكونان في الغالب متناقضين ) في وقت واحد .. . ..حسب الحالة .. .. وليس هو الضّرب المعروف تراثيا ..

*
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ
البقرة 60

قام موسى عليه السلام بضرب الحجر .. أي جمع شيئين متناقضين في شيء واحد .. فالحجر جماد لا حياة فيه أصلا ومنه خرج الماء .. فتمّ جمع الجماد مع الماء في آن واحد ..وبهذا يكون قد تمّ ضرب الحجر …

*

وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
البقرة 61

وضربت عليهم الذلّة و المسكنة .. فهؤلاء القوم من بني اسرائيل يمتلكون عزة نفس داخلية تصل حدّ الكبر .. فسلّط الله تعالى عليهم الذلّة ..فاجتمع النقيضان في آن واحد ..و في هذا عذاب نفسي كبير لهم .. وكذلك يتميزون بحب الاستقرار و المكوث في المكان ولكن الله تعالى سلّط عليهم المسكنة فيتيهون و يتفرّقون في كل البقاع .. فهذا نوع من الضرب الذي أصابهم ..

*
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
البقرة 73

عندما قتل بنو إسرائيل نفسا .. قال الله تعالى لهم أنّه مخرج ما كانوا يكتمون .. فأمر أن يضربوا القتيل ببعض البقرة .. أي أن يجعلوا في القتيل الميت حالتين متناقضتين .. فهو ميت و لا حراك فيه و في نفس الوقت تمّ إحياء أجزاء منه ليدلّ على القاتل .. فاجتماع حالة الموت و الحياة في نفس الفرد هو نوع من الضّرب ..

*

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا
النساء 34

ما هو ضرب النساء ؟ .. هل هو إيقاع الأذى بهنّ ؟ …
يقول الله تعالى : واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن .. فالحلول هي ثلاثة .. ويمكن للرجل أن يأخذ بأي حل يراه مناسبا ويعتمد ذلك على المرأة نفسها .. فوجود واو العطف يؤكّد هذا .. يعني يمكن لكم أيّها الرجال ان تقوّموا سلوك المرأة الناشز من خلال هذه الحلول .. فإن لم تفلح هذه الحلول فلا تبغوا عليهنّ سبيلا .. أي لا تتمادوا بأكثر من هذا .. وهذا تحذير من الله تعالى بالابتعاد عن أسلوب العنف مع المرأة …. فالعنف لا يولّد إلّا العنف و التّمادي من جهة المرأة ..

1 // .. فعظوهن … أي الموعظة بالكلام مع عدم الهجر في المضاجع …فهذا يعني التقّرب الشديد اليهن .. ( القرب ) …الأسلوب الأول .. فهذا الأسلوب ينفع مع بعض النساء ..ألا و هو احتواء المرأة .. ( للمراة العاطفية )..

2 // .. واهجروهن في المضاجع .. أي ابتعدوا عنهن في المضاجع مع عدم الموعظة ولا الكلام .. وهذا يعني الابتعاد الشديد .. لا فراش و لا كلام ..الأسلوب الثاني ..وهذا اسلوب ينفع مع بعض النساء ..

3 // … واضربوهنّ … أي اجمعوا بين الأسلوبين الاوّل و الثاني المتناقضين في آن واحد .. فالأسلوب الاول هو القرب الشديد و الاسلوب الثاني هو الابتعاد الشديد .. فيكون الأسلوب الثالث هو .. الوعظ مع الهجر في الفراش … فهنا قرب و ابتعاد في آن واحد .. القرب بالكلام و التعامل و البعد في الهجر في المضجع .. وهذا أسلوب ينفع مع بعض النّساء ..

*

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
النور 31

وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ .. الخُمُر هي أغطية الرأس ..وان لم تكن ذلك قلا بد وانّها قطعة ثياب كالشّال الذي تستخدمه النّساء و يتميّز بانّه فضفاض ليغطّي خصوصية جسم المرأة وعدم إظهار مفاتنها .. والجيوب هي المناطق البارزة من جسم المرأة ..فلا بدّ من تغطيتها .. فكلمة جيوبهنّ جاءت منسوبة للنّساء وليس للثياب .. فجيب المرأة ليس فتحة الثوب ..والجيب في الثوب أصلا هو المنطقة البارزة منه ..حيث ان الجيب هو اضافة جديدة للثوب لحفظ الاشياء فيها وتتميّز بانها بارزة عن الثوب نفسه ..فكيف تضرب المراة على جيوبها بالخمار ؟ أي ان تسدل الخمار فيكون طويلا و فضفاضا ليغطي المناطق البارزة منها فيبدو جسمها كقطعة واحدة ..وبهذا يكون قد تمّ الضرب على الجيوب .. فهذه الجيوب أي البروز موجودة وغير موجودة في آن واحد .. فهي موجودة أصلا و لكن النّاظر اليها لا يكاد يراها ولا يمكن له ان يتخيّل شكلها ولا حجمها ….وهكذا تمّ الضّرب عليها
*****************
ولا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ .. الضّرب بالارجل هو ان تلبس المرأة البنطال الضّيّق الذي يظهر حجم و شكل الساقين من فوق الرّكبتين الى القدمين .. فهنا هي تغطي ساقيها ولكن القماش ضيّق و يكشف ما تحته ..فهذا شيء متناقض ..فهي ستر و عدم ستر في آن واحد .. فأمر الله تعالى المرأة بعدم فعل هذا النّوع من الضّرب .. فلا بأس من لباس البنطال العريض وغير الشّفاف ..فالاحتشام أمر ضروري للمرأة …

*
وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا
النساء 101

الضّرب في الأرض …هو الانتقال الى مكان آخر لحالة ضرورية والتواجد في ذلك المكان دون الرغبة في ذلك .. أي يكون الانسان مرغما على التواجد في ذلك المكان .. فهذا ليس سفرا .. فالسفر يكون برغبة وللسياحة مثلا … فهذه الحالة أي الضّرب في الأرض تشبه حالة الهجرة القسرية .. و ذلك بحثا عن عمل أو هربا من أمر ما … فاجتماع أمرين متناقضين في آن واحد .. فالضّارب في الأرض يريد التواجد في ذلك المكان للعمل مثلا ولكنه لا يحبه ولا يرغب فيه ولا يفضّله ..ولكن ظروفه حكمت عليه ..

*
وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ
الانفال 50

الملائكة تتوفّى الذين كفروا بحالة من التّعذيب لهم .. بضرب وجوههم ..أي الواجهة الامامية لهم .. فهذه الجهة الأمامية تتواجد فيها حالتان معا في آن واحد .. فمرة تكون من الامام و مرة من الخلف اي ان الملائكة تجعل واجهتهم في الجهة الخلفية و العكس صحيح .. وهذه الحالة لن نراها بكل تأكيد ..وتراها الملائكة و يشعر بها المتوفّى .. ولكن هذا هو الحال لو قُدِّرَ لنا أن نراه ..

*
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
الكهف 11

تمّ الضّرب على آذان أصحاب الكهف .. اي اجتمع النّقيضين في آن واحد في آذانهم .. فهؤلاء الفتية يسمعون بآذانهم .. فهم لم يفقدوا حاسة السمع الطبيعية التي حباهم الله تعالى بها .. و في نفس الوقت يعانون من فقدان السمع أثناء تواجدهم في الكهف الّذي كانت جدرانه عازلة للصوت ..فمنع عنهم سماع الصوت من خارج الكهف ..وهكذا تمّ الضّرب على آذانهم ..

*

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
الكهف 32

ضرب المثل في القرآن .. هو اعطاء حالة تشبيهية يجتمع فيها أمران معا في نفس الوقت .. فهنا في هذا المثل رجلان أحدهما مؤمن و لم يكفر بربه و الآخر كفر بربه وبأنعمه ..

*
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى
طه 77

ضرب موسى لهم طريقا يبسا في البحر .. فنلاحظ اجتماع اليابس مع الماء في آن واحد وفي نفس المكان فهذه حالة ضرب ..

*
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ
يس 13

وهذا ضرب مثل … و المثل هنا او الحالة هي ( أصحاب القرية ) .. ونلاحظ أنّ أهل القرية كذّبوا الرسل ولم يؤمنوا .. بينما كان هناك رجل مؤمن جاء من اقصا المدينة وهو من اهل هذه القرية وطلب من قومه ان يؤمنوا بالله .. فاجتماع المؤمن مع المكذبين الكافرين في نفس القرية و نفس الحدث هو نوع من الضّرب ..

*
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ
محمد 4

ما هو ضرب الرّقاب في هذا المشهد القرآني ؟ .. هل هو قطع الرّقاب كما يمكن لنا أن نتوهّم ؟ .. الله تعالى يقول للمؤمنين : إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرّقاب .. أي افعلوا امرين مختلفين يخصّ الرّقاب في آن واحد .. وهما .. الاوّل ان تتجنّبوا قطع الرّقاب أي حافظوا على سلامتها من القطع قدر المستطاع وفي نفس الوقت لا تتركوهم يفروّا من بين ايديكم بل قوموا بأسرهم وهو الامر الثاني .. أي تجنّبوا قطع الرّقاب لتقبضوا عليهم سالمين ليكونوا أسرى فتخلّوا سبيلهم إمّا بالمنّ او بالفداء ..

*
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
الحديد 13

ضرب بينهم بسور له باب .. هذا السور يجمع أمرين معا في آن واحد .. الرحمة في باطنه و العذاب من ظاهره .. ..

*
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
التحريم 10 / 11

هذا مثل ضربه الله تعالى .. عن حالة الكفر … ذكر لنا امرأة نوح و امرأة لوط فاجتمع فيهما أمران مختلفان .. فهما كافرتان ..وفي نفس الوقت تحت عبدين من عباد الله من الانبياء الصالحين ..
وكذلك المثل الآخر … وهو امراة فرعون التي اجتمع فيها أمران هما .. انها مؤمنة وفي الوقت نفسه هي امرأة فرعون طاغية الزمان ..

*
*
*
وقاء برهان

نُشِرت في Uncategorized | الوسوم: , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق

قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا

قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا
*

*

download (1)

download (2)

كتب الشيء .. كتب لكم .. كتب عليكم .. كاتب .. الكتاب
كَتًبَ :
****
ان لم يتبع بحرف .. فهو فعل متعدي .. كتب الشيء : بمعنى : وثّق وثبّت ذلك الشيء.. سواء بخط اليد أو بالصوت او بالصورة او بكليهما معا او بغير ذلك مما هو متاح .. فالكتابة هنا هي توثيق حدث ما .. للعودة اليه فيما بعد عند الحاجة ..

*
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ
البقرة 79
ويل للذين يوثّقون ما هو صادر من رب العالمين و موثّق باسمه فيغيرون ما فيه ويقولون هذا من عند الله .. فهؤلاء يضيفون اضافات و يثبتون ما يريدون ويحذفون بما تمليه عليهم اهواؤهم ….ويخرجونه للنّاس ..

*
(رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)
آل عمران 53

فاكتبنا مع الشاهدين .. أي ثبّت أسماءنا ووثّقها مع الشاهدين ..

الكاتِب :
*******
هو الموثِّق الذي قام بفعل التوثيق سواء كان شخصا او دائرة حكومية أو .. أو . فهو دائرة معتمدة من قبل الجميع وموضع ثقة ..
كراما كاتبين
*********
هم الملائكة التي توثّق أفعال العباد .. وليس شرطا ان تكون كتابة بل تكون صوتا و صورة لتكون حجة عليهم .. وهم جهة محايدة وموثوقة ومعتمدة من رب العباد ( لا يستخدمون الفوتوشوب ) ..

كتب عليكم :
**********
وجب عليكم .. عندما يأتي حرف الجر ( على ) بعد الفعل كتب يفيد الالزام ..
كتب عليكم القتال … كتب عليكم الصيام ..
*
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ …
البقرة 216

الكتاب :
*******
هو وثيقة رسمية معتمدة من جهة عليا الى جهة أدنى ..فالقرآن هو كتاب صادر من رب العالمين وابتدأ بـ ” بسم الله الرحمن الرحيم ” اي انه صادر من رب العالمين أكبر سلطة في الكون وموثّق منه ..و الكتاب الذي يأتي من السماء يكون شفهيا وليس مكتوبا ..ويقوم المهتمون بالامر بتوثيقه بخطّه في مخطوطات لحفظه .. فما الذي يثبت انه صادر من رب العالمين ؟ .. الذي يثبت ذلك هو الآيات التي فيه ..والآيات هي الأدلة المساعدة التي تثبت انه من رب العالمين بما تحتويه من اعجاز لغوي و عددي واعجاز علمي وغيرها ..
وياتي الكتاب بصورة أخرى .. الوثيقة المثبت بها والموثّق بها كل ما هو متعلق بحالة ما ..كالكتاب الذي توثّق فيه اعمال كل انسان على حدة ليراه يوم القيامة .. فيكون معنى لفظ ( كتاب ) ..حسب سياق النص .. ولكن جميعها تؤدّي معنىً مشتركا وهو التوثيق ..
*
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ
ص 29

الكتاب هنا هو الصادر من رب العالمين وموثّق باسمه وهو اعلى سلطة في الكون ..

*
اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
النمل 28 / 29 / 30

أرسل سليمان عليه السلام كتابا وهو عبارة عن وثيقة رسمية مُصَدّقة صادرة من جهة عليا وهي سليمان و بأمر من ربّه الى ملكة سبأ .. لذلك قالت لقومها في اشارة للكتاب : انّه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم .. اي انه موثّق و صادر من سليمان ومن قَبلِه موثّق وصادر من رب العالمين ..

كتب لكم :
********
.. اي ما هو مستحق لكم سواء بخَير أم بِشَرّ ..

*
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا
النساء 127

النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهنّ ..اي لا تؤتونهنّ استحقاقهنّ كاملا .. وفي الاغلب ان الحديث هنا عن الميراث مما ترك الوالدان أو الزوج او الولد ..أو غير ذلك ممّا أحقّه الله تعالى لهنّ .. وقد يكون الحديث عن المهر الذي يؤتيه الرجل للمرأة ..

*
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ
المائدة 21

يا قوم ادخلوا الارض المقدّسة التي تستحقون ان تسكنوا فيها .. وهذا الاستحقاق قد أحقّه الله تعالى لكم .. وقد يكون هذا الاستحقاق خيرا أو شرّا .. وهنا كان شرّا لهم .. لانّهم رفضوا أن يقاتلوا قوما جبارين كانوا فيها ..فرفضوا القتال وبالتالي لم يتمكّنوا من دخولها فعاقبهم الله تعالى بان يتيهوا في الارض وحرّمها عليهم أربعين سنة ..
*
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
التوبة 51

الآية لا تعني أن كل ما يصيبنا مكتوب مسبقا .. بل تعني أنّه لن يصيبنا الا ما نستحقّه في هذه الحياة من الخير أو الشّر .. فلو أراد انسان ما .. ان يصيب آخرا بشيء يؤذيه وذلك الانسان لا يستحقّ هذا الأذى .. فلن يتمكّن المؤذي من ايذاءه مهما بلغت قوته و سطوته .. فكلّ ما يصيب الانسان هو ممّا كسبت نفسه .. ولو أراد الله تعالى بانسان خيرا فلن يضرّه شيئا ..

*
*
*
وفاء برهان

نُشِرت في Uncategorized, وجهة نظر قرآنية | الوسوم: , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق

قرأ … القرآن …

قرأ … القرآن …
*
*

 

images (12)
قرأ …
*****
حفظ عن ظهر قلب ..
القرآن …
********
هو المحفوظ عن ظهر قلب في صدر و قلب النّبي الكريم محمّد عليه الصلاة و السلام من قبل أن يجمع و يكتب في صحف او مخطوطات ..لذلك سمّي ” القرآن ” ..

وان قلنا ” إقرأ الكتاب ” .. فهذا يعني ان تكرّر قراءته مرارا لتصل الى درجة الحفظ عن ظهر قلب .

يقول الله تعالى للنّبي الكريم ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ” .. اي احفظ عن ظهر قلب باسم ربك و باشرافه و عنايته .. و يقول له في آية اخرى : ” سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ” .. اي سنجعلك تحفظ القرآن عن ظهر قلب بصورة فلا تنسى منه شيئا ما حييت .. إلا ما شاء ربك ..

*
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
القيامة 16 / 17 / 18

هذا مشهد يصف كيفية حفظ النّبي الكريم للقرآن من بعد ما أمره الله تعالى بذلك .. فكان يحاول الحفظ و بصورة سريعة بتحريك اللسان كما نفعل نحن اليوم عندما نحفظ عن ظهر غيب أي بالتّرديد المستمر .. لكن الله تعالى يقول له: لا تحرّك به لسانك .. ان علينا جمعه و قرآنه .. اي سنجعلك تحفظه عن ظهر قلب بطريقة ربّانية .. فقد نزّله الله تعالى على قلبه .. فلن ينساه ..وهو ليس بحاجة الى ذلك التّرديد ..

*
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا
الاسراء 106

كان ينزل القرآن بصورة مفرّقة و على فترات متباعدة .. فكان النّبي الكريم يقرأه على النّاس من حفظه .. فكان يحفظ عن ظهر غيب كل ما ينزل اليه لايصاله الى النّاس ..

*
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ
المزمل 20

يصف الله تعالى مشهد من كانوا يقومون الليل مع النّبي الكريم و يحاول تحفيظهم القرآن ..وهم بطبيعة الحال سيحتاجون الى وقت و جهد ليفعلوا ذلك (( من قبل ان يكتب في صحف )) .. فيقول الله تعالى لهم : احفظوا ما تيّسر من القرآن .. فلا تجهدوا انفسكم بحفظ كل ما ينزل على النبي الكريم ..فالله تعالى علم ان سيكون منكم مرضى و آخرون يضربون في الأرض و آخرون يقاتلون في سبيل الله .. فاقرأوا ما تيسّر منه .. ( أي احفظوا عن ظهر غيب قدر استطاعتكم ) ..

*
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
النحل 98

فإن أتممت حفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب فاستعذ بالله من الشيطان الرّجيم .. فلن تنساه بعدها أبدا ..فالاستعاذة بالله من الشيطان ستكون بعد اتمام الحفظ و ليس قبله كما هو شائع .. وهذه الآية تشبه الآيتين التاليتين :

فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ

فبعد إتمام و انقضاء الاشهر الحرم اقتلوا المشركين ..

{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}

بعد إتمام تسويته و النّفخ فيه قعوا له ساجدين ..

*
وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
الاعراف 204

واذا قرأ النّبي الكريم القرآن أو أحد ممن حفظوا منه شيئا عن ظهر غيب فاستمعوا له و انصتوا لعلّكم ترحمون .. لذلك جاء الفعل ” قرأ ” بصيغة مبني للمجهول .. لاحتمال ان غير النّبي الكريم قد يقرأه عليهم من حفظه ..

*
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
يونس 94

فان كنت ياأيّها النّبي في شكّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك .. أي اسأل الذين يحفظون الكتاب عن ظهر غيب من اهل الكتاب ( اي الكتاب غير المحرّف ) فهم قد حرّفوه عندما كتبوه و خطّوه في مخطوطاتهم .. امّا صحيح الكتاب فهو في صدور البعض منهم ..

*
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ
الانشقاق 21

الحديث عن أهل الكتاب .. فإذا قرأ عليهم أحد شيء من القرآن من حفظه و في بداية النزول و قبل ان يكتب في صحف .. فيقول الله تعالى : ما لهم لا يسجدون و لا يعظمّونه فهو يستحقّ التّعظيم لأنّه كلام ربّ العالمين

*
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ
الحاقة 19

هذا مشهد من مشاهد يوم القيامة .. فمن أوتي كتابه بيمينه فيقول ومن شدّة سعادنه و فرحه : اقرؤوا كتابيه .. اي اقرؤوه مرارا و تكرارا و اعيدوا قراءته ..
*
*
*
وفاء برهان

نُشِرت في Uncategorized | أضف تعليق

السّاعَة

السّاعَة
*
*

 

images (10)

 

 

 

هي تلك الزّلزلة التي تحدث في آخر الزمان على النّاس الأحياء و الأموات وإعلان نهاية الحياة الدّنيا و انتهاء العمل … .. و لا يشترط أن يكون جميع النّاس أشرارا حين حدوثها ..فالمؤمنون متواجدون في كل الأزمنة ..و لكن يغلب وجود الأشرار الكفرة الفجّار ..فالله تعالى يقول عن المؤمنين المتّقين في كلّ الأزمان:(( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ))… وما يجب أن نعلمه جيّدا أنّ الساعة قد تحدث في أيّة لحظة .. فقد جاء أشراطها .. و آخر أشراطها كان انشقاق القمر .. و قول الله تعالى (( جاء أشراطها ) بصيغة الفعل جاء ..يعني أن جميع علاماتها قد حدثت مبكرة عن الوقت الذي نزلت فيه هذه الآية .. قال الله تعالى : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ } .. فقد انشقّ القمر وانتهى قبل نزول هذه الآية على الرسول الكريم .. بغضّ النّظر عن زمان الانشقاق .. أكان حين ( ولادته ) أم ( بعد ذلك وشهده الرسول الكريم ) ..فلم يذكره القرآن صراحة .. فمنذ ان بُعِث النبي محمد عليه الصلاة و السلام و نزول هذه الآية , يمكن التّوقّع بأنّ الساعة ستحدث في أية لحظة : (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدير ) فالله تعالى يقول للشيء كن فيكون .. ففي أية لحظة يأمر الساعة ان تكون فتكون .. لذلك فإنّ علمها عند الله تعالى حصرا .. أمّا عن أشراط الساعة أو علاماتها كما نقول .. فقد حصلت سابقا و قبل وجود النّبي الكريم .. وكان آخرها انشقاق القمر .. فها نحن الآن في العام 2015 ننتظر حدوث السّاعة فقد تأتي او لا تأتي .. فهي لا تاتي إلا بغتة ..وفي وقت لا يتوقّعه أحد …. يقول الله تعالى في وصف أحداث السّاعة :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
فهذه الأحداث التي تقدّمت هي التي ستحصل لللنّاس الأحياء في أيّة لحظة .. فهذه الزلزلة ستذهل النّاس و تجعل كلّ مرضعة تذهل عمّا أرضعت و تضع كل حامل حملها من شدّة الخوف و الرّعب ..و يكون النّاس مثل السّكارى المغطّى على عقولهم فلا يعلمون ماذا يفعلون ولا يملكون حيلة .. فقد وقع أمر الله ولا رادّ له ..

*
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ
الحج 7

ان حدوث السّاعة بزلزلتها يترافق مع بَعث من في القبور .. ليشهدوا السّاعة و أحداثها المُزلزِلة ..

*
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ
محمد 18

الحديث عن الذين لم يؤمنوا بماجاء به النبي و لا بالساعة و لا بيوم القيامة .. فيقول الله تعالى : ماذا ينظرون الا ان تاتيهم الساعة فجأة .. فقد جاءت كل أشراطها في و قت مسبق .. ولم يبق الا أن تأتي لاحقا ..

*
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ.

هذا مشهد للمكذّبين بلقاء الله تعالى .. يصوّر الله تعالى خسارتهم حين تأتيهم الساعة .. فيقول في هذا المشهد : حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة .. أي أول مجيئها فلديهم الوقت للكلام فيقولون : يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها .. و السّاعة تأخذ زمنا لحين انتهاءها ..

الانعام 31

*
{قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
الانعام 40

يقول النبي الكريم للمكذّبين : لو أتاكم عذاب الله تعالى الآن بسبب كفركم أو أتتكم الساعة ( لأنّه متوقّع حدوثها في أيّة لحظة ) لتكون نهايتكم و نهاية هذه الحياة الدنيا أغير الله تدعون ليكشف عنكم العذاب ؟

*

أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
يوسف 107
الحديث هنا عن أكثر النّاس الذين ما يؤمن أكثرهم بالله إلّا و هم مشركون .. فهل يأمن هؤلاء أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة ..

*
بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ
القمر 46
يقول الله تعالى عن الكفّار في عهد النّبي الكريم محمّد عليه الصّلاة و السلام أنّه لن يرسل عليهم العذاب كما أرسله على مكذّبي الرّسل السّابقين .. بل سيكون موعدهم مع عذاب السّاعة .. فالسّاعة أدهى و أمرّ .. حيث أن الله تعالى اكرم نبيّنا الكريم بعدم تعذيب قومه بوجوده بينهم ..قال الله تعالى :
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
فعذاب السّاعة لا يكون على الأحياء فقط .. بل سيكون على الأموات الذين سيحييهم الله تعالى ليشهدوا السّاعة ..

*
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
الزخرف 61

إنّ ما حدث مع عيسى عليه السّلام ومن توفّي الله تعالى له و رفعه و تطهيره من الذين كفروا في عهده وعودته ثانية بعد موتهم لهو دليل اثبات انّ الساعة آتية .. فقد عاد عيسى عليه السّلام حيّاً كما كان .. أمّا عن قول انّ نزول عيسى الثاني هو علم للساعة فهذا يتنافى مع انّ علم السّاعة عند الله تعالى حصرا .. ومع (( فقد جاء أشراطها )) ..ومع (( اقتربت الساعة و انشقّ القمر )) ..

*

وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم …
الكهف 21

انّ عودة أهل الكهف أحياء بعد مرور تلك السّنين هو اثبات و دليل عملي مؤكّد أنّ الساعة آتية ..وهذه الآية تشبه الآية التي تتحدّث عن عيسى و انّه علم للسّاعة ..

*
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ

آل فرعون يعني فرعون و من تبعه في حينها .. فهؤلاء أغرقهم الله تعالى في الحياة الدّنيا وماتوا ..وعند حدوث السّاعة سيبعثهم الله تعالى كما حال النّاس ليشهدوا السّاعة و احداثها .. وخلال زمن الساعة سيعرضون على النّار غدوّا و عشيّا .. فأحداث الساعة تستغرق زمنا لا يستطيع الأنسان عمل شيء فيها وهذا هو عذابها .. فمن لم يعمل صالحا قبل موته فلن يفيده عمله بعدها .. وعنما تتوقّف أحداث الساعة أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب ألا و هو عذاب الآخرة .. لأنّ معنى الفعل قام كفعل لازم يعني التوقّف عن فعل محدّد .. كما هو في الآية الكريمة :
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا
فالفعل قام هنا فعل لازم لم يأخذ مفعولا به و هو بمعنى توقّفوا عمّا كانوا يفعلونه وهو المشي ..

*
*
*
وفاء برهان

نُشِرت في Uncategorized | الوسوم: , , , , , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق

عِنْدي.. و … لَدَيّ

عِنْدي.. و … لَدَيّ
*
*

images (8)

” عند ” و ” من عند ”
****************
.. عندما يستعملها القرآن الكريم فهو يخصّ و يحصر الشيء بمن يملكه .. أي ان الذي عنده ذلك الشيء حصريا هو المالك ..وليس عند أحد آخر غيره .. {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } نجد ان مفاتح الغيب لا يعلمها الا الله تعالى ( وعنده ) فالهاء ضمير يعود على الله تعالى .. اي ان مفاتح الغيب عند الله تعالى حصرا .. و بنفس الطريق نفهم الآية الكريمة ..( وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ .. ) .. فالذي عنده النّصر حصريا هو الله تعالى ..و ليس عند أحد غيره …. و كذلك نفهم الآية الكريمة التالية : { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }.. فيحصر الله تعالى وجود أمّ الكتاب عنده وحده ..

” لدينا .. لديه ” و ان سبقت بـ ( من ) .. فتصير { من لدن  }
******************************************

أمّا حين استخدام ( لديه ) و ( من لدنه ) .. فيكون التّركيز على الموجود .. أي على ما لديه .. و بأنّه مختلف و مميّز عن غيره .. قال الله تعالى :
لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا … اي لو أردنا ان نتخذ لهوا لا تخذنا من لدنّا لهوا خاصا و مميّزا و يختلف عن اللهو الذي عندكم… فالتّركيز هنا على ذلك اللّهو المميّز و الذي له طابعه الخاصّ ….. فال الله تعالى :
إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا
فهنا التّركيز على الأجر و أنّه عظيم .. فهو مختلف وكان وصفه بأنّه عظيم ..

لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ … لدينا مزيد ..هناك مزيد مختلف عمّا نعهده وله طابعه الخاص  و المشوّق .

فلنأخذ مثالا بسيطا ..فلو أقول :
عندي التفاحة الكبيرة ( 1 )
لديّ تفاحة كبيرة ( 2 )
ففي المثال الاول أؤكّد أني انا من املك التفاحة
و في المثال الثاني أؤكّد و ألفت النّظر الى التّفاحة و بانّها كبيرة

*
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ
ال عمران 165

إنّ المصائب تأتي من عند أنفسكم حصرا فأنتم السبب في حدوثها ..

*
قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا
الانعام 148

هل هناك علم موجود عندكم أنتم حصرا و لا يوجد عند غيركم فتخرجوه لنا …

*
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ …

وجد عندها رزقا .. التّأكيد عليها هي حصرا التي عندها الرزق و ليس عند غيرها من اهلها .. قالت : هو من عند الله .. التّأكيد على انّه من عند الله حصرا و ليس من طرف آخر ..

*
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي
القصص 78

قال قارون في حديثه عمّا لديه و يملكه أنّما حصل عليه على علم عنده وحده أي انه له الفضل وحده في ذلك ..

*
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّه جَميعَا
النساء 139

هل يبتغي المؤمنون العزّة عند الكافرين حصرا لذلك اتّخذوهم اولياء ؟ أي ان كانوا يبحثون عن العزّة عندهم ..فهم مخطئون .. فإنّ العزّة لله جميعا ..

*
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
ق 18

ما يلفظ الانسان من قول إلا لديه رقيب عتيد .. فليس التّركيز على الانسان بل على الرّقيب العتيد .. اي لديه رقيب مميّز فهو عتيد .

*
يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
النمل 10
نلاحظ هنا لفت انتباه الى ( المرسلون ) فهم متميزون بعدم الخوف ..

*

قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا

الكهف 76

قال موسى للعبد الصّالح : انت الآن تستحقّ مني عذرا خاصّا و مميّزا .. وقد بلغت ذلك ..فالتّركيز هنا على العذر ..

*
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا
الكهف 65

في هذه الآية الكريمة ورد فيها ( عند و لدى ) … ( آتيناه رحمة من عندنا ) التّركيز على ( من عندنا ) اي ان هذه الرحمة حصرا من عند الله تعالى .. ( وعلّمناه من لدنّا علما ) .. التّركيز على العلم و بانّه مختلف و مميّز حباه الله تعالى به ..

*
*
*
وفاء برهان

نُشِرت في Uncategorized | الوسوم: , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق

عسى … لعلّ

عسى … لعلّ
*
*

images (6)

عسى … تعني “” الاحتمال الكبير جدا جدا “”
لعلّ … ..تعني “” الاحتمال الضغير جدا جدا “”

وهذا يعني ان نسبة تحقّق ما بعد ” عسى ” كبير جدا .. و نسبة تحقّق ما بعد ” لعلّ ” ضئيل جدا ولكنّه قد يتحقّق ولو بنسبة ضئيلة ..

*
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ
الانبياء 58

حطّم ابراهيم عليه السلام جميع الأصنام و قد أبقى على كبيرهم .. فقد يرجعون اليه ليسألوه عمّا حدث ..وهو احتمال ضعيف جدا لأنّهم يدركون في قرارة أنفسهم انّه لا ينطق و لا يسمع و لا يرى .. فنجد هنا استعمال “” لعلّ “”

*
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
الاعراف 130

ابتلى الله تعالى آل فرعون بالسّنين و نقص من الثّمرات لعلّهم يذّكرون .. اي قد يذّكرون و يعودون عمّا فيه من كفر ..ولكنّ الله نعالى يعلم انّهم لن يذّكروا خلال هذه السنّين العديدة ..وان حدث .. فستكون قلّة قليلة منهم .. لذلك جاء استعمال “” لعلّ “”

*

تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
ابراهيم 25

و يضرب الله تعالى الأمثال للنّاس لعلّهم يتذكّرون .. فالله تعالى يعلم جيّدا أنّهم لن يتذكّروا إلّا بنسبة قليلة جدا . .. وستكون هذه الأمثال حجّة عليهم .. { وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ } .. فهذا الاحتمال ضعيف جدا ..

*

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
البقرة 216

تبيّن الآية الكريمة أن أكثر الحالات التي نكره فيها الأشياء تكون هذه الأشياء فيها خير لنا .. و أكثر الحالات التي نحبّ فيها شيئا يكون شرّا لنا .. لأنّنا لا نعلم حقّا .. و الله تعالى وحده هو من يعلم .. و هذا يعني ان حَدسَ الإنسان كاذب و غير صحيح إلّا ما نَدَر… فكم من حالات نسمع عن ولادة طفلة لم يشعر والدها بحبّه لها ..أو كَرِه ولادتها .. ولكنّها في المستقبل كانت احنّ أخوتها على ذلك الأب .. و العكس صحيح أيضا .. فكان استعمال كلمة “” عسى “” هو الأنسب ..
( فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلُ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً )

*

وقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
يوسف 21

عندما قال الذي اشترى يوسف : عسى ان ينفعنا .. فهذا يعني انّهم سيستفيدون منه بكلّ الأحوال و بدرجة كبيرة ..والآية تعني : أنّ الاحتمال الاكبر انّه سينفعنا .. أو نتّخذه ولدا ..

*

قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
يوسف 83

كان يعقوب عليه السلام لديه أمل كبير جدا جدا في أنّ يوسف سيعود اليه يوما ..لأنّه يعلم من الله ما لا يعلم الآخرون ..و لكنّ حزنه كان بسبب فراق يوسف .. وهنا الحديث عن يوسف و أخويه .. فزاد حزنه .. و قال : عسى الله ان ياتيني بهم جميعا .. أي ان الاحتمال الكبير جدا ان الله تعالى أراد ان يأتيني بهم في وقت واحد ليكون الفرح اكبر … و هذا ما حصل ..

*

فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
الكهف 40

عندما كفر صاحب الجنّة وقال بانّه لا يظنّ أن الساعة قائمة ..وأنّ هذه الجنّة لن تبيد أبدا ..قال له صاحبه المؤمن و الأفقر منه .. أكفرت بالله !! .. فعسى ربي ان يؤتيني .. أي ان الاحتمال الأكبر ان يؤتيني خير من جنّتك و يرسل عليها حسبانا من السماء … و نرى كيف اصبح يقلّب كفّيه على ما انفق فيها .. فقد ارسل الله تعالى حسبانا من السّماء على تلك الجنّة في تلك اللحظة .. ولكن لم يذكر لنا القرآن الكريم انّ الله تعالى آتى صاحبه خبرا من تلك الجنّة .. لانّه لو حصل ذلك .. لما كان هناك استعمال لكلمة ” عسى ” التي تعني ان الاحتمال الكبير جدا جدا ان يحصل ذلك .. فقد تحقّق الجزء الاكبر من قول ذلك الصاحب المؤمن ….أي لم يكن تحقيق ما قاله بنسبة 100% ..

*
*
*
وفاء برهان

نُشِرت في Uncategorized | الوسوم: , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق

المَسجِد

المَسجِد
*
*

msjed
المسجد في القرآن الكريم هو (( مانسمّيه اليوم بالمعبد الذي يتمّ فيه تبجيل ما يعبده الانسان )) .. فقد يعبد الله تعالى فهو مسجد ..وقد يعبد الشمس فهو مسجد ..وقد يتمّ فيه تبجيل البقرة أو … أو … أو .. فهو مسجد .. ولكن الله تعالى يقول : وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا … اي أن الله تعالى لايحب من هذه المساجد ( المعابد ) الا ان تكون له .. أي ان لا يعبد فيها غيره … وان لا يسجد انسان إلا لله تعالى .. هذا طبعا على المستوى العام .. أي انه لا يجب ان يكون هناك معابد في الدولة الإسلامية لعبادة البقر أو النّار أو أي مخلوق آخر .. وهذا لا يتعارض مع قول الله تعالى : من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .. فمن يريد ان يؤدي طقوسه الدينية الخاصة به فله مطلق الحرية .. و لكن لا يكون ذلك في مساجد عامّة و مُعلّنة .. فلا يكون ذلك جماعيا .. ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )… فيمكن له ان يؤدّي تلك الطّقوس في بيته ..
وقد طلب الله تعالى من ابراهيم عليه السلام ان يرفع القواعد من البيت وان يطهّره للعاكفين و الركع السجود ..أي ان يحوّل هذا البيت الى مسجد لله تعالى .. يُذكر فيه اسمه و يسجد له فيه الطائفين و الرّكّع السّجود
.وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ … الحج 26

فكلمة ” مسجد ” و جمعها ” مساجد” تعني المعابد عامة .. فإن قلنا ” مساجد الله ” فنعني بها المعابد التي يُسجَد فيها لله تعالى .. وهي الجوامع المعروفة اليوم ..
ومن الأمور الهامّة التي وضّحها القرآن جيدا هي .. انه لا يستحبّ ان يقوم على خدمة مساجد الله تعالى من كان من المشركين .. بل يجب ان يقوم على خدمتها من آمن بالله و اليوم الآخر ..{ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّه شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }

*
*
وفاء برهان

نُشِرت في Uncategorized | الوسوم: , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق

الرّكوع و السّجود

الرّكوع و السّجود
*
*

PrayerBookp66A2
الركوع ….
*******
هو التّواضع … أي صفة التواضع في الإنسان العاقل و عدم التكبر ..
{{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }} المائدة 55
يؤتون الزكاة دون أي تكبّر أو استعلاء .. و بكلّ تواضع ..

السجود ….
********
هو تبجيل الآخر .. المتمثل بحركة جسدية معينة قد تكون انحناءة أو غيرها حسب الشيء الساجد ..فكل شيء يسجد بطريقته الخاصة التي قد نعلمها أو لا نعلمها ..فالشجر و الشمس و القمر يسجدون لله اي انهم يقومون بحركة ما .. هي سجود لله تعالى ضمن كونهم مسيّرون ..
فكل من يسجد لله تعالى فهو راكع ضمنيا .. لأنّه لا يمكن لأحد ان يقدّر الآخر و يبجّله إلا ان كان متواضعا في ذاته .. …. لذلك عندما أقرّ الله تعالى أن كل المخلوقات تسجد له فهذا إقرار بأنهم راكعون …لأن كل ساجد هو راكع … لذلك قال الله تعالى : {{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء }} الحج 18 ..
ولم يطلب الله تعالى من الملائكة أن تركع .. لأنها راكعة في أصل خلقها ..فهي مخلوقات متواضعة تستغفر للإنسان ..
الركع السجود …
***********
المتواضعون بأنفسهم و المُبجّلون للآخر .. ولا يشترط للسجود ان يكون بحركة ..ولكن قد يترافق ذلك التّبجيل بحركة ما .. للدّلالة عليه ..و يُفهم ذلك من خلال النّص ..
و قد أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم و بضمنهم ابليس … أي ان يفعلوا حركة معينة تقديرا و إجلالا لآدم .. فرفض ابليس ان يسجد لآدم لأنّه غير متواضع فهو متكبّر بينما سجدت الملائكة له . . وهذا دليل انها متواضعة ..

ولنأخذ مثالا .. الشجر .. فهو يسجد لله .. وقد يكون ذلك باهتزاز أغصانه أو أي حركة اخرى لا ندركها .. فقد اكّد القرآن ان الشجر يسجد لله ..اما عن ركوعه فهو راكع في أصل خلقه ..ولا يحتاج الى مزيد من الركوع ..
ونلاحظ في القرآن الكريم ان الله تعالى لم يأمر غير الانسان بالسجود لله ..لأن ياقي المخلوقات تسجد لله بحركاتها غير الارادية .. وقد أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم و لمرة واحدة لا غير فأطاعوه ..

خرّوا له سجدا ..
***********
دلالة على السجود السريع الى الأرض ..لتواضعهم و تبجيلهم للآخر .. وليس شرطا ان يكون السجود لله .. فيمكن لأي انسان ان يسجد لآخر كنوع من التّقدير .. في حالات خاصة جدا ..كما سجد والدا يوسف و إخوته له .. ولكن أعظم تقدير لا يكون الا لله تعالى ..
اما السجود بالنسبة للانسان فهو انحناءة تماثل ما نسميه بالركوع في الصلاة ..وهو انحناء الى الأمام ..أما وقع ساجدا .. فدلالتها السجود البطيء شيئا فشيئا كما حدث مع الملائكة عندما سجدوا لآدم ..

*
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
البقرة 58

دخلوا الباب سجدا .. أي في حالة تبجيل .. وهنا لا يوجد تحديد أنهم سجدا لله تعالى ..

*
*
*
وفاء برهان

نُشِرت في Uncategorized | الوسوم: , , , , , , , , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق

المَشيئة

المشيئة ..
*******
هي الحرية المطلقة . .. حيث يعود الأمر لاختيارك ولعلمك أنت ..

{{ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ }}
فيمكنكم ان تأكلوا منها ما تشاؤون وما تختارون و لا لوم عليكم ..فليس فيها شيء ممنوع .. وكذلك كما حصل مع آدم و زوجه حيث قال الله تعالى لهما : {{ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}} … فكان لهما مطلق الحرية في ان ياكلا ما يشاءان ولكن كان هناك تحذير واحد لهما بأن لا يأكلا من شجرة بعينها ..
ومن الطبيعي ان تأكل ايها الانسان ما فيه أكبر فائدة و ستختار من أجود ما تراه حسب علمك و رؤيتك للأمر ..
وكذلك مشيئة الله تعالى فهو يختار من يشاء من عباده ليغفر له أو يعذبه بناء على علمه الكاشف لما في الصدور ..
{{ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }}

وفاء برهان12079253_1210369368989101_7037254277924075619_n

نُشِرت في Uncategorized | الوسوم: , , , , , , , , , , , , , , , , , , | أضف تعليق